تقرير وتصوير علي إبراهيم من تونس: يزدحم الكلام عندي وتحاول المفردات أن تنفلت عنوة لتقول "شكرًا لطوق الياسمين" ولرحلة السفر في أقاصي الجمال والسحر والرقصات البديعة مع "نشيد السلام "، إنتصارًا للحرية وإعتزازًا بالوطن. البارحة نزعت عنها فستانها الأسود (الذي حضرت به في المؤتمر الصحافي) وإلتحفت بوشاح أبيض وأطلّت حمامة سلام طردت الحزن من عينيها ورقصت على إيقاع نسمات صيف قرطاج التي تتوسد ضفاف المتوسط البديعة. البارحة إستفاقت عليسة من سباتها العميق ورقصت تنشد السلام والحب، البارحة إزدحم الميدان بها وأتى الفرح وغنّى لجمهور جنّح فوق الغيمة يسألها مطراً يغسل آلامه وأوجاعه.
شكرًا لتونس
بعد المقدمة الموسيقية الجميلة التي اقترحتها الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أسعد خوري أطلت ماجدة الرومي من خلف ركح قرطاح بأناقتها المعهودة وسحرها الأخاذ ليستقبلها الجمهور الذي توافد على المسرح وشمس الصيف الحارقة في كبد السماء لعلّه يظفر بمكان أقرب لمتعة اللقاء بها بعد غياب أربع سنوات أو أكثر عن قرطاج، إستقبلها بعاصفة من التصفيق والهتاف فأنشدت "طلّوا أحبابنا طلّوا" وبعدها تحدثت إلى أحبّتها الذين فاق عددهم كلّ التوقعات وكم هو عدد الذين نالهم شرف السماع فقط وقوفاً على جانبي الركح فقالت : فرحي كبير ليس له حدود أن أكون بينكم الليلة، شكراً لقدومكم وشكراً لتونس التي منحتني متعة اللقاء بكم، الليلة أدعوكم إلى الفرح والمحبة وأن نغنّي معا للسلام، الليلة نطرد الأحزان من أعيننا وننتصر للفرح وكامل الفريق الذي صاحبني من لبنان هو من أجل إسعادكم الليلة. فكانت سهرة الفرح واللاحزن، سهرة الفن الراقي والكلمة الهادفة والجمهور الذي يتقن فنّ السماع، والأصوات التي تحترف الغناء وهي في موقع المتفرج. غنّت ماجدة الرومي للوطن والحب والسلام ولصليحة مطربة تونس الأولى.
حنين وطرب ورومانسية
قدمت ماجدة برنامجاً منوعاً عادت من خلاله إلى ذكرياتها الجميلة مع الجمهور التونسي حين قدمت له تحية من خلال إعادة تقديم أغنية "ع السلامة يا تونس"، ومنحت من حضر الحفل رحلة جميلة مع أغانيها التي عرفت بها ماجدة في بداياتها ومنها : عم يسألوني، خذني حبيبي ... كما تغنّت بلبنان وأعلنت أنها تعبت من الحرب ومناخاتها ووهبت صوتها للسلام وتحترم كلّ من ينتصر للسلام وحق الإنسان في العيش وهو مطمئن، وأضافت : أنا أدعو الله أن يحفظ بلادنا العربية وحيث وجد الإنسان، وأن تظل تونس واحة أمن وأمان وتنعم بالرقي والرخاء.
كذلك دائما هي ماجدة وفيّة لقرطاج حيث ولد نجمها وإنطلق وضاءً في سماء يعكرها الضجيج الذي يلوث أسماعنا بعنف، قدمت تحيتها للبنان الجريح من خلال أغنية "عم بحلمك يا حلم يا لبنان" وكذلك حين قدمت "نشيد السلام" فأسماع جمهور تجاوز حدود الحلم معها. كما كان التفاعل أنيقاً مع أغاني "عيناك ليال صيفية" و"مطرحك بقلبي"و "الكلمات" و"إعتزلت الغرام" التي قدمتها وهي تلبس "شاشية" حمراء رماها لها أحد المعجبين الذين جلسوا في الكراسي القريبة منها، ورقصت خلالها رقصتها التي تخصها هي وليست سلعة مقلدة.
ووفاء لروح شاهين ذكرته بخير وحب كبيرين وغنّت له "نشيد الحب" ومعها يصبح شاهين نجم ليالي قرطاج الأخيرة فروحه ترفرف هنا كلّ ليلة. ثم عادت للحديث مرّة أخرى فأعلنت عشقها لأغاني مطربة تونس الأولى الراحلة صليحة التي احتفى المهرجان خلال هذه الدورة بذكراها الخمسين من خلال سهرة "أم الحسن غنّات" التي قدمها الفنان كمال الفرجاني، فقدمت لها "عرضوني زوز صبايا" ورائعة "آه يا خليلة" التي أعاد توزيعها خاصة في مقدمتها الموسيقية المايسترو أسعد خوري، وحينها بلغ العرض أوجه ورقصت ورقص جمهورها، لكن بشكل مختلف وبوعي راق لا ينافس. فكانت سهرة الحنين والطرب والرومانسية لتثبت ماجدة الرومي مرّة أخرى أنها تنتمي إلى مدرسة لا تنسجم وواقع العصر اليوم بل هي وغيرها ممن يشتركون معها في معاكسة التيار كلّ حسب منطلقاته ورسالته يعمقون وعينا بأنّ الفن الجميل له جمهور "يتدفق" لأجله بالآلاف فالكرة في ميدان المهرجانات الكبرى ووسائل الإعلام.
بقرطاج نكبر ونتطور
في لقاء سريع في حجرتها داخل الكواليس تحدثت إلينا ماجدة لتؤكد أنها سعيدة جدّا لحضورها إلى مهرجان قرطاج الدولي لأنه الأكبر والأجمل والنجاح على خشبته يساوي مشوار العمر كلّه، وأضافت : نحن نكبر في قرطاج ونتطور في عملنا الفنّي ونسعى إلى تقديم ما هو أفضل كلّ مرّة وكذلك المهرجانات الأخرى التي تسعى إلى كسب شيئا من مجد قرطاج، وطبيعي جدّا أن يحقق هذا المهرجان كلّ هذا التفوق ما دامت تونس تشهد هذا الحراك الثقافي المتميّز والمهرجانات الصيفية ظاهرة جدّ صحية هنا.
قرطاج أصعب اختبار
في الكواليس أيضا كانت لنا دردشة مع المايسترو أسعد خوري الذي سبق له أن زار تونس رفقة الفنانة مها الجابري ومروان حسام الدين ومحمد خيري وكذلك ماجدة الرومي، وتحدثنا عن المهرجانات وقيمتها وممّا جاء في حديثه قوله: نتجول كثيرا في المهرجانات العربية والغربية لكن صراحة نحن اليوم في تفاعل استثنائي بين الفرح والخوف، الفرح بأننا في قرطاج التاريخ والحضارة والمجد والثقافة، أمّا الخوف فهو لأننا نحن في حالة اختبار الليلة ورهاننا أن ننجح ولذلك أعددنا العدّة بامتياز وكامل عناصر الفرقة متشوقون للحظة الصعود على الركح بعد ماراطون طويل من البروفات.
وحول تجربته مع ماجدة الرومي قال : العمل مع الفنانة الكبيرة ماجدة له مذاق خاص لأنها فنانة جمعت بين الذوق الرفيع والالتزام الفنّي وجدية العمل والنجاح الكبير أيضا وهذا يحملنا مسؤولية أكبر.
ماذا قال الجمهور بعد الحفل؟
حاولنا بعدة نهاية الحفل التحدث إلى بعض الذين حضروه على الرغم من الزحمة الشديدة بفعل الإقبال الكبير الذي تجاوز 12 ألف متفرج، فوجدنا إرتياحاً كبيراً يصل إلى حدّ الإعجاب المفرط لدى البعض، حيث قالت سلوى (طالبة جامعية) ماجدة كانت رائعة كعادتها أنيقة ببساطتها وأميرة المسرح بلا منازع. أمّا أحمد (موظف) فقال : حرصت أن أقتطع تذكرتي مبكراً حتى لا أحرم من متابعة سهرة لا تنسى مثلما حصل لي في حفلها سنة 2003، وأود أن أعبر عن إعجابي المفرط بالسهرة كاملة على الرغم من أنّ ماجدة لم تقدم لنا أعمالا جديدة لأن أغاني ألبوم "اعتزلت الغرام" الذي لم تقدمه في السابق في قرطاج حفظها الجمهور منذ سنتين لكن قدومها إلينا وحده يلبي حاجتنا منها، فنانة كبيرة بحجم آمالنا في واقعنا العربي ثقافيا وفنيا بالخصوص.
وكالعادة أسرع بعض الشباب في اتجاه باب الكواليس بعد نهاية السهرة علّهم يظفرون برؤية ماجدة عن قرب أو يلتقطون معها صوراً للذكرى، لكنهم وجدوا أنفسهم في التسلل لأن ماجدة غادرت المسرح على عجل كعادة كبار نجوم المهرجان.
مشاهدات من الحفل
-- مثلما شهد الحفل إقبالاً قياسياً من الجمهور حضره أيضا جمع كبير من المثقفين والإعلاميين والسياسيين ومنهم بالخصوص معالي وزير الثقافة والمحافظة على التراث في تونس الدكتور محمد العزيز ابن عاشور.
- الملفت للانتباه في السهرة أن النسبة الكبرى من الحضور هم من جيل الشباب إلى جانب العديد من العائلات.
- بدأ الجمهور بالتوافد على المسرح المدرّج قبل بداية السهرة بأربع ساعات وأكثر أي في حدود السادسة مساء بالتوقيت المحلي تقريبا.
- انطلقت السهرة في موعدها وتجاوزت منتصف الليل بقليل عكس بعض المطربين الذين يقصرون في مدّة السهرة إلى درجة إزعاج الجمهور.
- المعجبون بماجدة كانوا على قدر كبير من الحفاوة حيث دخلوا إلى غرفة السيدة ماجدة في الكواليس قبل الإعلاميين وكانوا قريبين جدّا منها في الكراسي وتميّزوا بمشاركتهم الجيّدة في تنشيط السهرة من خلال اللافتات التي أعدّوها وكانوا يطلعون علينا كلّ مرّة بلافتة تتضمن عبارات طريفة تعبّر عن مدى حبّهم لماجدة وعشقهم لأغانيها وبعضها تصلح حقا أن تكون عنوانا لتقرير حول السهرة ومن ذلك مثلا : "من تونس الخضراء أحييك يا ماجدة لبنان"، "ماجدة هي قرطاج وقرطاج هو الماجدة".
- على الرغم من التطور الكبير في نوعية العلاقة التي تجمع بين إدارة المهرجان والإعلاميين إلاّ أن السهرات الكبرى تحدث إضطراباً في طبيعة هذه العلاقة حيث نجد بعض التعطيلات في مسالك العبور إلى الأماكن والفضاءات الحقيقية للعمل ممّا يجعل اللجوء إلى مدير المهرجان السيد سمير بلحاج يحي والبحث عنه ليتدخل لحلّ الإشكال كلّ مرّة أمراً حتمياً، ولو أنه كان من المفروض أن يهتم بالجزئيات الأكثر دقة في المهرجان وأن يتولى المكلفون بمراقبة الأبواب ومسالك العبور في المسرح القيام بواجبهم على أحسن وجه ولن يتّم ذلك إلاّ إذا كان هؤلاء يعرفون الإعلاميين أو على الأقل يحترمون بطاقة الاعتماد التي تسندها إدارة المهرجان ذاته.
- بعد أن ودعت ماجدة جمهورها وإتجهت صوب الكواليس فاجأتهم بالعودة لإعادة تقديم أغنية "آه يا خليلة" التي كانت الفرقة بصدد عزف موسيقاها فظل الجمهور يتابعها واقفا وفي ذلك احترام لها ولفنّها الراقي.
- يبدو أن المنافسة ستشتد خلال النصف الثاني من المهرجان، فبعد سهرة البارحة سيكون الرهان لدى كاظم الساهر وهاني شاكر وصابر الرباعي وأمينة فاخت وشين بول وجيرار لينورمان وأنغام تحقيق أقصى النجاح لكن الجمهور هو من سيقرر مصير مختلف هذه المواعيد.
شكرًا لتونس
بعد المقدمة الموسيقية الجميلة التي اقترحتها الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أسعد خوري أطلت ماجدة الرومي من خلف ركح قرطاح بأناقتها المعهودة وسحرها الأخاذ ليستقبلها الجمهور الذي توافد على المسرح وشمس الصيف الحارقة في كبد السماء لعلّه يظفر بمكان أقرب لمتعة اللقاء بها بعد غياب أربع سنوات أو أكثر عن قرطاج، إستقبلها بعاصفة من التصفيق والهتاف فأنشدت "طلّوا أحبابنا طلّوا" وبعدها تحدثت إلى أحبّتها الذين فاق عددهم كلّ التوقعات وكم هو عدد الذين نالهم شرف السماع فقط وقوفاً على جانبي الركح فقالت : فرحي كبير ليس له حدود أن أكون بينكم الليلة، شكراً لقدومكم وشكراً لتونس التي منحتني متعة اللقاء بكم، الليلة أدعوكم إلى الفرح والمحبة وأن نغنّي معا للسلام، الليلة نطرد الأحزان من أعيننا وننتصر للفرح وكامل الفريق الذي صاحبني من لبنان هو من أجل إسعادكم الليلة. فكانت سهرة الفرح واللاحزن، سهرة الفن الراقي والكلمة الهادفة والجمهور الذي يتقن فنّ السماع، والأصوات التي تحترف الغناء وهي في موقع المتفرج. غنّت ماجدة الرومي للوطن والحب والسلام ولصليحة مطربة تونس الأولى.
حنين وطرب ورومانسية
قدمت ماجدة برنامجاً منوعاً عادت من خلاله إلى ذكرياتها الجميلة مع الجمهور التونسي حين قدمت له تحية من خلال إعادة تقديم أغنية "ع السلامة يا تونس"، ومنحت من حضر الحفل رحلة جميلة مع أغانيها التي عرفت بها ماجدة في بداياتها ومنها : عم يسألوني، خذني حبيبي ... كما تغنّت بلبنان وأعلنت أنها تعبت من الحرب ومناخاتها ووهبت صوتها للسلام وتحترم كلّ من ينتصر للسلام وحق الإنسان في العيش وهو مطمئن، وأضافت : أنا أدعو الله أن يحفظ بلادنا العربية وحيث وجد الإنسان، وأن تظل تونس واحة أمن وأمان وتنعم بالرقي والرخاء.
كذلك دائما هي ماجدة وفيّة لقرطاج حيث ولد نجمها وإنطلق وضاءً في سماء يعكرها الضجيج الذي يلوث أسماعنا بعنف، قدمت تحيتها للبنان الجريح من خلال أغنية "عم بحلمك يا حلم يا لبنان" وكذلك حين قدمت "نشيد السلام" فأسماع جمهور تجاوز حدود الحلم معها. كما كان التفاعل أنيقاً مع أغاني "عيناك ليال صيفية" و"مطرحك بقلبي"و "الكلمات" و"إعتزلت الغرام" التي قدمتها وهي تلبس "شاشية" حمراء رماها لها أحد المعجبين الذين جلسوا في الكراسي القريبة منها، ورقصت خلالها رقصتها التي تخصها هي وليست سلعة مقلدة.
ووفاء لروح شاهين ذكرته بخير وحب كبيرين وغنّت له "نشيد الحب" ومعها يصبح شاهين نجم ليالي قرطاج الأخيرة فروحه ترفرف هنا كلّ ليلة. ثم عادت للحديث مرّة أخرى فأعلنت عشقها لأغاني مطربة تونس الأولى الراحلة صليحة التي احتفى المهرجان خلال هذه الدورة بذكراها الخمسين من خلال سهرة "أم الحسن غنّات" التي قدمها الفنان كمال الفرجاني، فقدمت لها "عرضوني زوز صبايا" ورائعة "آه يا خليلة" التي أعاد توزيعها خاصة في مقدمتها الموسيقية المايسترو أسعد خوري، وحينها بلغ العرض أوجه ورقصت ورقص جمهورها، لكن بشكل مختلف وبوعي راق لا ينافس. فكانت سهرة الحنين والطرب والرومانسية لتثبت ماجدة الرومي مرّة أخرى أنها تنتمي إلى مدرسة لا تنسجم وواقع العصر اليوم بل هي وغيرها ممن يشتركون معها في معاكسة التيار كلّ حسب منطلقاته ورسالته يعمقون وعينا بأنّ الفن الجميل له جمهور "يتدفق" لأجله بالآلاف فالكرة في ميدان المهرجانات الكبرى ووسائل الإعلام.
بقرطاج نكبر ونتطور
في لقاء سريع في حجرتها داخل الكواليس تحدثت إلينا ماجدة لتؤكد أنها سعيدة جدّا لحضورها إلى مهرجان قرطاج الدولي لأنه الأكبر والأجمل والنجاح على خشبته يساوي مشوار العمر كلّه، وأضافت : نحن نكبر في قرطاج ونتطور في عملنا الفنّي ونسعى إلى تقديم ما هو أفضل كلّ مرّة وكذلك المهرجانات الأخرى التي تسعى إلى كسب شيئا من مجد قرطاج، وطبيعي جدّا أن يحقق هذا المهرجان كلّ هذا التفوق ما دامت تونس تشهد هذا الحراك الثقافي المتميّز والمهرجانات الصيفية ظاهرة جدّ صحية هنا.
قرطاج أصعب اختبار
في الكواليس أيضا كانت لنا دردشة مع المايسترو أسعد خوري الذي سبق له أن زار تونس رفقة الفنانة مها الجابري ومروان حسام الدين ومحمد خيري وكذلك ماجدة الرومي، وتحدثنا عن المهرجانات وقيمتها وممّا جاء في حديثه قوله: نتجول كثيرا في المهرجانات العربية والغربية لكن صراحة نحن اليوم في تفاعل استثنائي بين الفرح والخوف، الفرح بأننا في قرطاج التاريخ والحضارة والمجد والثقافة، أمّا الخوف فهو لأننا نحن في حالة اختبار الليلة ورهاننا أن ننجح ولذلك أعددنا العدّة بامتياز وكامل عناصر الفرقة متشوقون للحظة الصعود على الركح بعد ماراطون طويل من البروفات.
وحول تجربته مع ماجدة الرومي قال : العمل مع الفنانة الكبيرة ماجدة له مذاق خاص لأنها فنانة جمعت بين الذوق الرفيع والالتزام الفنّي وجدية العمل والنجاح الكبير أيضا وهذا يحملنا مسؤولية أكبر.
ماذا قال الجمهور بعد الحفل؟
حاولنا بعدة نهاية الحفل التحدث إلى بعض الذين حضروه على الرغم من الزحمة الشديدة بفعل الإقبال الكبير الذي تجاوز 12 ألف متفرج، فوجدنا إرتياحاً كبيراً يصل إلى حدّ الإعجاب المفرط لدى البعض، حيث قالت سلوى (طالبة جامعية) ماجدة كانت رائعة كعادتها أنيقة ببساطتها وأميرة المسرح بلا منازع. أمّا أحمد (موظف) فقال : حرصت أن أقتطع تذكرتي مبكراً حتى لا أحرم من متابعة سهرة لا تنسى مثلما حصل لي في حفلها سنة 2003، وأود أن أعبر عن إعجابي المفرط بالسهرة كاملة على الرغم من أنّ ماجدة لم تقدم لنا أعمالا جديدة لأن أغاني ألبوم "اعتزلت الغرام" الذي لم تقدمه في السابق في قرطاج حفظها الجمهور منذ سنتين لكن قدومها إلينا وحده يلبي حاجتنا منها، فنانة كبيرة بحجم آمالنا في واقعنا العربي ثقافيا وفنيا بالخصوص.
وكالعادة أسرع بعض الشباب في اتجاه باب الكواليس بعد نهاية السهرة علّهم يظفرون برؤية ماجدة عن قرب أو يلتقطون معها صوراً للذكرى، لكنهم وجدوا أنفسهم في التسلل لأن ماجدة غادرت المسرح على عجل كعادة كبار نجوم المهرجان.
مشاهدات من الحفل
-- مثلما شهد الحفل إقبالاً قياسياً من الجمهور حضره أيضا جمع كبير من المثقفين والإعلاميين والسياسيين ومنهم بالخصوص معالي وزير الثقافة والمحافظة على التراث في تونس الدكتور محمد العزيز ابن عاشور.
- الملفت للانتباه في السهرة أن النسبة الكبرى من الحضور هم من جيل الشباب إلى جانب العديد من العائلات.
- بدأ الجمهور بالتوافد على المسرح المدرّج قبل بداية السهرة بأربع ساعات وأكثر أي في حدود السادسة مساء بالتوقيت المحلي تقريبا.
- انطلقت السهرة في موعدها وتجاوزت منتصف الليل بقليل عكس بعض المطربين الذين يقصرون في مدّة السهرة إلى درجة إزعاج الجمهور.
- المعجبون بماجدة كانوا على قدر كبير من الحفاوة حيث دخلوا إلى غرفة السيدة ماجدة في الكواليس قبل الإعلاميين وكانوا قريبين جدّا منها في الكراسي وتميّزوا بمشاركتهم الجيّدة في تنشيط السهرة من خلال اللافتات التي أعدّوها وكانوا يطلعون علينا كلّ مرّة بلافتة تتضمن عبارات طريفة تعبّر عن مدى حبّهم لماجدة وعشقهم لأغانيها وبعضها تصلح حقا أن تكون عنوانا لتقرير حول السهرة ومن ذلك مثلا : "من تونس الخضراء أحييك يا ماجدة لبنان"، "ماجدة هي قرطاج وقرطاج هو الماجدة".
- على الرغم من التطور الكبير في نوعية العلاقة التي تجمع بين إدارة المهرجان والإعلاميين إلاّ أن السهرات الكبرى تحدث إضطراباً في طبيعة هذه العلاقة حيث نجد بعض التعطيلات في مسالك العبور إلى الأماكن والفضاءات الحقيقية للعمل ممّا يجعل اللجوء إلى مدير المهرجان السيد سمير بلحاج يحي والبحث عنه ليتدخل لحلّ الإشكال كلّ مرّة أمراً حتمياً، ولو أنه كان من المفروض أن يهتم بالجزئيات الأكثر دقة في المهرجان وأن يتولى المكلفون بمراقبة الأبواب ومسالك العبور في المسرح القيام بواجبهم على أحسن وجه ولن يتّم ذلك إلاّ إذا كان هؤلاء يعرفون الإعلاميين أو على الأقل يحترمون بطاقة الاعتماد التي تسندها إدارة المهرجان ذاته.
- بعد أن ودعت ماجدة جمهورها وإتجهت صوب الكواليس فاجأتهم بالعودة لإعادة تقديم أغنية "آه يا خليلة" التي كانت الفرقة بصدد عزف موسيقاها فظل الجمهور يتابعها واقفا وفي ذلك احترام لها ولفنّها الراقي.
- يبدو أن المنافسة ستشتد خلال النصف الثاني من المهرجان، فبعد سهرة البارحة سيكون الرهان لدى كاظم الساهر وهاني شاكر وصابر الرباعي وأمينة فاخت وشين بول وجيرار لينورمان وأنغام تحقيق أقصى النجاح لكن الجمهور هو من سيقرر مصير مختلف هذه المواعيد.
0 comments:
إرسال تعليق